[أحْمَدْ مِحَمَدْ] نآبِغهْ فِي الأرْقآمْ واللّغَآتْ

[أحْمَدْ مِحَمَدْ] نآبِغهْ فِي الأرْقآمْ واللّغَآتْ EA22-0407-01

رغم إصابة المواطن أحمد محمد «18 عاماً» باضطرابات الطيف التوحدي واضطراب متوسط في القدرات العقلية، إلا أنه يتمتع بقدرات عالية تفوق في كثير من الأحيان أقرانه من الأسوياء، وتميزه عن بعض نظرائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، فذاكرته تختزل تفاصيل التقويمين الميلادي والهجري بالأيام والشهور والسنين، وتسجل جميع الأرقام التي تقع عيناه عليها في ثوانٍ معدودة، وتحفظ جميع اللغات التي يتم التخاطب بها أمامه، فكانت المحصلة إتقان اللغة الفارسية والأوردو والهندية والتمي، وفي المقدمة العربية والإنجليزية.

وفي هذا تقول والدته «لأحمد قدرة هائلة على حفظ الأرقام، فنظرة واحدة على سجل المكالمات بالهاتف، كفيلة بتسجيل جميع الأرقام الخاصة بها في ذاكرته، فضلاً عن حفظه عن ظهر قلب التقويمين الميلادي والهجري بأدق تفاصيلهما»، وتضيف «نعتمد عليه في حفظ وتسجيل المناسبات الخاصة بالعائلة، فضلاً عن المعاملات والأمور التي تعتمد في المقام الأول على التواريخ والأرقام»، وتوضح الأخصائية النفسية د. رقية مكارثي «يتميز مرضى اضطرابات الطيف التوحدي بنبوغهم في مجال حفظ الأرقام، فضلاً عن إجادة اللغات التي تتداول أمامهم، فنرى بعضهم يجيد أكثر من 10 لغات، الأمر الذي يدعو إلى الدهشة والإعجاب، وضرورة الالتفات إليهم واستغلال قدراتهم بما يعود بالنفع على المجتمع».

عشق للدراسة

وبعشقه الكبير للدراسة، وإصراره الحثيث على متابعتها، كاد أحمد يتوج هذه القدرات، لكن بعض القوانين الخاصة بوزارة التربية والتعليم حالت دون ذلك، هذه الرغبة التي تلح عليه تجعله دائم التساؤل حيث يقول «متى سيحين الوقت لأنهي الصف التاسع؟، أريد أن أحصل على شهادة الصف التاسع، فأنا أحب الدراسة والقراءة كثيراً، لقد سبقتني أختي، التي تصغرني سناً، وأنا مازلت غير قادر على إنهاء الصف التاسع، متى ستمنحني الوزارة فرصة تحقيق حلمي هذا؟».

وأوضحت والدة أحمد قائلة «منذ أن بلغ أحمد السن القانونية التي تخوله الدخول للمدرسة، قصدنا إحدى المدارس الحكومية التي رحبت به، واعتبرته كغيره من الأسوياء، واستطاع بفضل الله أن يواصل الدراسة حتى الصف السادس، وبعدها أبت المدرسة تحمل فرط نشاطه الذي يعد أحد سلوكيات مرضى اضطراب الطيف التوحدي، وفقدت السيطرة عليه، وطلبت منا إلحاقه بمدرسة للعناية الخاصة، فقمت بذلك، إلا أن إصرار أحمد على متابعة تعليمه دفعني إلى إلحاقه بنظام الدراسة المنزلية، بعد أخذ الموافقة من وزارة التربية والتعليم، وقمت بإحضار مدرسين لتدريسه في المنزل، ليؤدي الامتحانات التي كانت تتبع نظام الدراسة المسائية، واستطاع بفضل الله عز وجل أن ينجح في الصفين السابع والثامن، وعند انتقاله للصف التاسع تم تغيير نظام الامتحانات، فباتت تتبع نظام الدراسة الصباحية، الأمر الذي كان في غاية الصعوبة على أحمد، فمن المعروف أن نظام الدراسة الصباحية أصعب من المسائية»، وتضيف أم أحمد « كان لابد من مراعاة حالة أحمد الصحية، وأخذها في عين الاعتبار، فقصدت المسؤولين في الوزارة إلا أنهم رفضوا استثناء أحمد من القانون الجديد، فرسب في الامتحانات ورفض تأديتها في العام الذي تلاها، إلا أنه اليوم يصر على إكمالها بكل ما أوتي من قوة، وقدرات خاصة منحها الله له، ويظل يردد على مسامعنا ليلاً ونهاراً هذا الأمر، الذي أضحى هاجساً له، لاسيما أنه يقارن بإخوانه الذين يصغرونه وسبقوه في الدراسة»، وفي السياق ذاته تقول مكارثي «لا نستطيع الاعتراض على قانون وزاري طبق بناءً على تخطيط ودراسة مسبقين، إلا أننا نستطيع المطالبة بتشكيل لجان خاصة تعمل على متابعة مثل هذه الحالات وتشرف عليها، وتقوم بإعداد امتحانات خاصة بها تتناسب مع مستوى قدراتها العقلية، وتراعي حالتها الصحية».

مراكز تأهيل

وعن سلوكيات اضطرابات الطيف التوحدي تقول مكارثي «يلجأ مرضى اضطرابات الطيف التوحدي إلى ممارسة بعض السلوكيات غير السوية، وغير المقبولة في المجتمع، وقد يظهرون سلوكاً عنيفاً أو مؤذياً للذات، وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر وبدرجات متفاوتة، فيشكلون حالة خطرة في الأسرة، إذا لم تتم العناية بهم، وأخذهم إلى مراكز تدريب تعمل على تأهيلهم وإعدادهم وفق السلوكيات السوية»، وتعلق مكارثي قائلة «للأسف لا توجد مثل هذه المراكز في الدولة، رغم وجود عشرات الحالات، التي يجب احتواؤها والاعتناء بها، إلى جانب استغلال قدراتها الفذة في بعض المجالات». وتضيف والدة أحمد «نظراً لعدم توافر هذه المراكز وحاجتنا لها، قمنا بالبحث عنها في الخارج، وتعرفنا إلى الخدمات التي تقدمها، وقمنا في الصيف الماضي بإرسال أحمد لأحد المخيمات الصيفية في الولايات المتحدة الأميركية، التي تنظمها هذه المراكز، وتشمل نشاطات مختلفة تبرز طاقاتهم وقدراتهم ومنها الرسم وتسلق الجبال»، وتكمل «رغم بقاء أحمد هناك لمدة لا تزيد على الشهر إلا أننا شهدنا تغيراً واضحاً في سلوكياته إلى الأفضل، وهو أمر لاحظه مركز الرعاية الذي يقصده»، وقال والد أحمد بأسى «لقد وجه لنا مركز الرعاية، الذي يحتضن أحمد، رسالة إنذار مفادها ضرورة تغيير سلوكيات أحمد إلى الأفضل وإلا سيتم طرده منه، رغم أنه لا يعي بعض السلوكيات التي تبدر منه، ولكنه لمس التغير الواضح بعد عودته من المخيم»، ويستطرد «نبحث حالياً مع د. مكارثي عن مركز خاص لاستقبال أحمد ليتم تدريبه وتأهيله بالشكل المناسب، وهذا ليس بالأمر السهل علينا كوالدين، حيث يكون بعيداً عن ناظرينا، إلا أنه يعد الحل الأمثل لنا كأسرة واحدة» ويؤكد «نحن بحاجة لمثل هذه المراكز في الدولة، لاسيما أن أسعارها في الخارج تعتبر عالية جداً تتراوح بين 150 ولغاية 200 ألف يورو في السنة، أي ما يزيد على المليون درهم، كما أن بنائها سيسهم بلا شك في خدمة فئة ليست بقليلة في المجتمع».

خطأ طبي

وعن أسباب حالة أحمد الصحية توضح والدته «نتجت الاضطرابات العقلية التي يعاني منها أحمد، أكبر أبنائي الأربعة، عن خطأ طبي فادح، ارتكبه أحد أشهر المستشفيات الحكومية في دبي، وما زلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم جيداً، حيث كنت أعاني من عسر في الولادة، وكان لابد من إجراء عملية قيصرية لي لمساعدتي على الولادة وتخفيف الآلام التي كنت أعاني منها، إلا أن تأخر الطبيبة في الحضور، ورغبة الممرضات في مساعدتي والحفاظ على حياة ابني، دفعهن إلى الإسراع في توليدي، وعندما ولد كان أزرق اللون أشبه بالطفل الميت، نظرا لعدم وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى مخه، وبقي أحمد في الحضانة لمدة 20 يوماً دون حراك أو إصدار أي صوت، وظل يتنفس على جهاز التنفس الصناعي، وبعدها بكى الأمر الذي أدهش الأطباء واعتبروه معجزة، فقد كانوا يعتقدون أنه سيصاب بشلل كامل»، وتضيف «بعد مرور عام لاحظنا عدم قدرة أحمد على الجلوس، وبطء نموه بعض الشيء، فتوجهنا به إلى فرنسا وألمانيا لمتابعة حالته الصحية والعمل على علاجه، التي تحسنت مع مرور الوقت، إلا اضطراب القدرات العقلية».

وتضيف « بعد سنة، عندما حملت، طلبت من إدارة المستشفى تزويدي بملفي الطبي الذي يشرح حالتي الصحية في ولادة أحمد، لتفادي ما حصل معي، إلا أنني صدمت بعدم توافر المعلومات الكافية عن ظروف الولادة والاكتفاء بذكر أن السبب وراثي».

اضطرابات الطيف التوحدي

يطلق مصطلح «اضطرابات الطيف التوحدي» على مجموعة من اضطرابات النمو التي عادةً ما تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وتنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي، ما يؤثر في وظائف المخ، وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة أربعة إلى واحد، وكان يقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له، بنسبة 1 من بين 500 شخص، بينما تقدر آخر الإحصاءات نسبة ستة من بين كل 1000 شخص.

ماشاء الله عليه .. والله ياخذ شي ويعطي شي ترا

والله يعافيه يا رب ويعافي جميع مرضى المسلمين

مشكوره اختي ولا تحرمينا من جديدج

اسعدني تفاعلج وتواجدج الطيب

يعطيج العافية

ماشاء الله عليه والله وربي يحححححفظه

شكرا عالخبر